الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
{واتل عَلَيْهِمْ} على مشركي قريش {نَبَأَ إبراهيم} خبره {إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ} قوم إبراهيم أو قوم الأب {مَا تَعْبُدُونَ} أي أي شيء تعبدون؟ وإبراهيم عليه السلام يعلم أنهم عبدة الأصنام ولكنه سألهم ليريهم أن ما يعبدونه ليس بمستحق للعبادة {قَالُواْ نَعْبُدُ أَصْنَامًا} وجواب مَا تَعْبُدُونَ أَصْنَامًا ك.{يَسْئَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ العفو} [البقرة: 219] {مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُواْ الحق} [سبأ: 23] لأنه سؤال عن المعبود لا عن العبادة.وإنما زادوا {نعبد} في الجواب افتخارًا ومباهاة بعبادتها ولذا عطفوا على {نعبد} {فَنَظَلُّ لَهَا عاكفين} فنقيم على عبادتها طول النهار.وإنما قالوا {فنظل} لأنهم كانوا يعبدونها بالنهار دون الليل أو معناه الدوام {قَالَ} أي إبراهيم {هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ} هل يسمعون دعاءكم على حذف المضاف لدلالة {إِذْ تَدْعُونَ} عليه {أَوْ يَنفَعُونَكُمْ} إن عبدتموها {أَوْ يَضُرُّونَ} إن تركتم عبادتها.{قَالُواْ بَلْ} إضراب أي لا تسمع ولا تنفع ولا تضر ولا نعبدها لشيء من ذلك ولكن {وَجَدْنَا ءابَاءنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ} فقلدناهم {قَالَ أَفَرَءيْتُمْ مَّا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ أَنتُمْ وَءابَاؤُكُمُ الأقدمون} الأولون.{فَإِنَّهُمْ} أي الأصنام {عَدُوٌّ لِى} العدو والصديق يجيئان في معنى الوحدة والجماعة يعني لو عبدتهم لكانوا أعداء لي في يوم القيامة كقوله: {سَيَكْفُرُونَ بعبادتهم وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا} [مريم: 82] وقال الفراء: هو من المقلوب أي فإني عدوهم.وفي قوله: {عدو لي} دون لكم زيادة نصح ليكون أدعى لهم إلى القبول، ولو قال فإنهم عدو لكم لم يكن بتلك المثابة {إِلاَّ رَبَّ العالمين} استثناء منقطع لأنه لم يدخل تحت الأعداء كأنه قال: لكن رب العالمين.{الذى خَلَقَنِى} بالتكوين في القرار المكين {فَهُوَ يَهْدِينِ} لمناهج الدنيا ولمصالح الدين والاستقبال في يهديني مع سبق العناية لأنه يحتمل يهديني للأهم الأفضل والأتم الأكمل، أو الذي خلقني لأسباب خدمته فهو يهديني إلى آداب خلته {والذى هُوَ يُطْعِمُنِى} أضاف الإطعام إلى ولي الإنعام لأن الركون إلى الأسباب عادة الأنعام {وَيَسْقِينِ} قال ابن عطاء: هو الذي يحييني بطعامه ويرويني بشرابه {وَإِذَا مَرِضْتُ} وإنما لم يقل أمرضني لأنه قصد الذكر بلسان الشكر فلم يضف إليه ما يقتضي الضر.قال ابن عطاء: وإذا مرضت برؤية الخلق {فَهُوَ يَشْفِينِ} بمشاهدة الحق.قال الصادق: إذا مرضت برؤية الأفعال فهو يشفين بكشف منة الإفضال {والذى يُمِيتُنِى ثُمَّ يُحْيِينِ} ولم يقل إذا مت لأنه الخروج من حبس البلاء ودار الفناء إلى روض البقاء لوعد اللقاء.وأدخل {ثم} في الإحياء لتراخيه عن الإفناء، وأدخل الفاء في الهداية والشفاء لأنهما يعقبان الخلق والمرض لامعًا معًا.{والذى أَطْمَعُ} طمع العبيد في الموالي بالإفضال لا على الاستحقاق بالسؤال {أَن يَغْفِرَ لِى خَطِيئَتِى} قيل: هو قوله: {إِنّى سَقِيمٌ} [الصافات: 89] {بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ} [الأنبياء: 63] {هذا رَبّى} [الأنعام: 67] للبازغ هي أختي لسارة، وما هي إلا معاريض جائزة وليست بخطايا يطلب لها الاستغفار، واستغفار الأنبياء تواضع منهم لربهم وهضم لأنفسهم وتعليم للأمم في طلب المغفرة، {يَوْمَ الدين} يوم الجزاء.{رَبّ هَبْ لِى حُكْمًا} حكمة أو حكمًا بين الناس بالحق أو نبوة لأن النبي عليه السلام ذو حكمة وذو حكم بين عباد الله {وَأَلْحِقْنِى بالصالحين} أي الأنبياء ولقد أجابه حيث قال: {وَإِنَّهُ في الآخرة لَمِنَ الصالحين} [البقرة: 30] {واجعل لّى لِسَانَ صِدْقٍ في الآخرين} أي ثناء حسنًا وذكرًا جميلًا في الأمم التي تجيء بعدي فأعطي ذلك فكل أهل دين يتولونه ويثنون عليه، ووضع اللسان موضع القول لأن القول يكون به.{واجعلنى مِن} يتعلق بمحذوف أي وارثًا من {وَرَثَةِ جَنَّةِ النعيم} أي من الباقين فيها {واغفر لأبِى} اجعله أهل المغفرة بإعطاء الإسلام وكان وعده الإسلام يوم فارقه {إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضالين} الكافرين {وَلاَ تُخْزِنِى} الإخزاء من الخزي وهو الهوان أو من الخزاية وهو الحياء وهذا نحو الاستغفار كما بينا {يَوْمِ يُبْعَثُونَ} الضمير فيه للعباد لأنه معلوم، أو للضالين وأن يجعل من جملة الاستغفار لأبيه أي ولا تخزني في يوم يبعث الضالون وأبي فيهم {يَوْمَ لاَ يَنفَعُ مَالٌ} هو بدل من يوم الأول {وَلاَ بَنُونَ} أحدًا {إِلاَّ مَنْ أَتَى الله بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} عن الكفر والنفاق وقلب الكافر والمنافق مريض لقوله تعالى: {فِى قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ} [البقرة: 10] أي إن المال إذا صرف في وجوه البر وبنوه صالحون فإنه ينتفع به وبهم سليم القلب، أو جعل المال والبنون في معنى الغني كأنه قيل: يوم لا ينفع غنى إلا غنى من أتى الله بقلب سليم لأن غنى الرجل في دينه بسلامة قلبه كما أن غناه في دنياه بماله وبنيه.وقد جعل {من} مفعولًا ل {ينفع} أي لا ينفع مال ولا بنون إلا رجلًا سلم قلبه مع ماله حيث أنفقه في طاعة الله، ومع بنيه حيث أرشدهم إلى الدين وعلمهم الشرائع.ويجوز على هذا إلا من أتى الله بقلب سليم من فتنة المال والبنين.وقد صوب الجليل استثاء الخليل إكرامًا له ثم جعله صفة له في قوله: {وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لإبراهيم إِذْ جَاء رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الصافات: 84] وما أحسن ما رتب عليه السلام كلامه مع المشركين حيث سألهم أولًا عما يعبدون سؤال مقرر لا مستفهم، ثم أقبل على آلهتهم فأبطل أمرها بأنها لا تضر ولا تنفع ولا تسمع وعلى تقليدهم آباءهم الأقدمين فأخرجه من أن يكون شبهة فضلًا عن أن يكون حجة، ثم صور المسألة في نفسه دونهم حتى تخلّص منها إلى ذكر الله تعالى فعظم شأنه وعدد نعمته من حين إنشائه إلى وقت وفاته مع ما يرجّي في الآخرة من رحمته، ثم أتبع ذلك أن دعا بدعوات المخلصين وابتهل إليه ابتهال الأوابين، ثم وصله بذكر يوم القيامة وثواب الله وعقابه وما يدفع إليه المشركون يومئذ من الندم والحسرة على ما كانوا فيه من الضلال وتمني الكرة إلى الدنيا ليؤمنوا ويطيعوا.{وَأُزْلِفَتِ الجنة لِلْمُتَّقِينَ} أي قربت عطف جملة على جملة أي تزلف من موقف السعداء فينظرون إليها.{وَبُرّزَتِ الجحيم} أي أظهرت حتى يكاد يأخذهم لهبها {لِلْغَاوِينَ} للكافرين {وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ الله هَلْ يَنصُرُونَكُمْ أَوْ يَنتَصِرُونَ} يوبخون على إشراكهم فيقال لهم أين آلهتكم هل ينفعونكم بنصرتهم لكم، أو هل ينفعون أنفسهم بانتصارهم لأنهم وآلهتهم وقود النار.{فَكُبْكِبُواْ} أنكسوا أو طرح بعضهم على بعض {فِيهَا} في الجحيم {هُمْ} أي الآلهة {والغاوون} وعبدتهم الذين برزت لهم.والكبكبة تكرير الكب جعل التكرير في اللفظ دليلًا على التكرير في المعنى كأنه إذا ألقي في جهنم ينكب مرة إثر مرة حتى يستقر في قعرها نعوذ بالله منها {وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ} شياطينه أو متبعوه من عصاة الإنس والجن {قَالُواْ وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ} يجوز أن ينطق الله الأصنام حتى يصح التقاول والتخاصم، ويجوز أن يجري ذلك بين العصاة والشياطين {تالله إِن كُنَّا لَفِى ضلال مُّبِينٍ إِذْ نُسَوّيكُمْ} نعدلكم أيها الأصنام {بِرَبّ العالمين} في العبادة {وَمَا أَضَلَّنَا إِلاَّ المجرمون} أي رؤساؤهم الذين أضلوهم أو إبليس وجنوده ومن سن الشرك.{فَمَا لَنَا مِن شافعين} كما للمؤمنين من الأنبياء والأولياء والملائكة {وَلاَ صَدِيقٍ حَمِيمٍ} كما نرى لهم أصدقاء إذ لا يتصادق في الآخرة إلا المؤمنون وأما أهل النار فبينهم التعادي: {الأخلاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ المتقين} [الزخرف: 67] أو {فَمَا لَنَا مِن شافعين وَلاَ صَدِيقٍ حَمِيمٍ} [الشعراء: 100] من الذين كنا نعدهم شفعاء وأصدقاء لأنهم كانوا يعتقدون في أصنامهم أنهم شفعاؤهم عند الله وكان لهم الأصدقاء من شياطين الإنس.والحميم من الاحتمام وهو الاهتمام الذي يهمه ما يهمك، أو من الحامّة بمعنى الخاصة وهو الصديق الخاص.وجمع الشافع ووحد الصديق لكثرة الشفعاء في العادة، وأما الصديق وهو الصادق في ودادك الذي يهمه ما أهمك فقليل.وسئل حكيم عن الصديق فقال: اسم لا معنى له.وجاز أن يراد بالصديق الجمع.{فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً} رجعة إلى الدنيا {فَنَكُونَ مِنَ المؤمنين} وجواب لو محذوف وهو لفعلنا كيت وكيت، أو لو في مثل هذا بمعنى التمني كأنه قيل: فليت لنا كرة.لما بين معنى لو وليت من التلاقي {إِنَّ في ذَلِكَ} فيما ذكر من الأنباء {لآيَةً} أي لعبرة لمن اعتبر {وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُّؤْمِنِينَ} فيه أن فريقًا منهم آمنوا {وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ العزيز} المنتقم ممن كذب إبراهيم بنار الجحيم {الرحيم} المسلم كل ذي قلب سليم إلى جنة النعيم.{كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ المرسلين} القوم يذكر ويؤنث.قيل: ولد نوح في زمن آدم عليه السلام ونظير قوله المرسلين والمراد نوح عليه السلام قولك فلان يركب الدواب ويلبس البرود وماله إلا دابة أو برد، أو كانوا ينكرون بعث الرسل أصلًا فلذا جمع، أو لأن من كذب واحدًا منهم فقد كذب الكل لأن كل رسول يدعو الناس إلى الإيمان بجميع الرسل وكذا جميع ما في هذه السورة {إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ} نسبًا لا دينًا {نُوحٌ أَلاَ تَتَّقُونَ} خالق الأنام فتتركوا عبادة الأصنام {إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ} كان مشهورًا بالأمانة فيهم كمحمد عليه الصلاة والسلام في قريش.{فاتقوا الله وَأَطِيعُونِ} فيما آمركم به وأدعوكم إليه من الحق {وَمَا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ} على هذا الأمر {مِنْ أَجْرٍ} جزاء {إِنْ أَجْرِىَ} بالفتح مدني وشامي وأبو عمرو وحفص {إِلاَّ على رَبّ العالمين} فلذلك أريده {فاتقوا الله وَأَطِيعُونِ} كرره ليقرره في نفوسهم مع تعليق كل واحد منهما بعلة، فعلة الأول كونه أمينًا فيهما بينهم، وعلة الثاني حسم طمعه منهم كأنه قال: إذا عرفتم رسالتي وأمانتي فاتقوا الله، ثم إذا عرفتم احترازي من الأجر فاتقوا الله.{قَالُواْ أَنُؤْمِنُ لَكَ واتبعك} الواو للحال وقد مضمرة بعدها دليله قراءة يعقوب {وأتباعك} جمع تابع كشاهد وأشهاد أو تبع كبطل وأبطال {الأرذلون} السّفلة والرذالة الخسة والدناءة.وإنما استرذلوهم لاتضاع نسبهم وقلة نصيبهم من الدنيا.وقيل: كانوا من أهل الصناعات الدنيئة والصناعة لا تزري بالديانة فالغنى غنى الدين والنسب نسب التقوى، ولا يجوز أن يسمى المؤمن رذلًا وإن كان أفقر الناس وأوضعهم نسبًا وما زالت أتباع الأنبياء كذلك {قَالَ وَمَا عِلْمِى} وأي شيء أعلم {بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} من الصناعات إنما أطلب منهم الايمان.وقيل: إنهم طعنوا مع استرذالهم في إيمانهم وقالوا: إن الذين آمنوا بك ليس في قلوبهم ما يظهرونه فقال: ما علي إلا اعتبار الظواهر دون التفتيش عن السرائر {إِنْ حِسَابُهُمْ إِلاَّ على رَبّى لَوْ تَشْعُرُونَ} أن الله يحاسبهم على ما في قلوبهم {وَمَا أَنَاْ بِطَارِدِ المؤمنين} أي ليس من شأني أن أتبع شهواتكم بطرد المؤمنين طمعًا في إيمانكم {إِنْ أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ} ما علي إلا أن أنذركم إنذارًا بينًا بالبرهان الصحيح الذي يتميز به الحق من الباطل ثم أنتم أعلم بشأنكم {قَالُواْ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يا نُوحُ} عما تقول {لَتَكُونَنَّ مِنَ المرجومين} من المقتولين بالحجارة {قَالَ رَبّ إِنَّ قَوْمِى كَذَّبُونِ} ليس هذا إخبارًا بالتكذيب لعلمه أن عالم الغيب والشهادة أعلم ولكنه أراد أنهم كذبوني في وحيك ورسالتك.{فافتح بَيْنِى وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا} أي أي فاحكم بيني وبينهم حكمًا، والفتاحة الحكومة والفتاح الحاكم لأنه يفتح المستغلق كما سمي فيصلًا لأنه يفصل بين الخصومات {وَنَجّنِى وَمَن مَّعِى} {معي} حفص {مِنَ المؤمنين} من عذاب عملهم.{فأنجيناه وَمَن مَّعَهُ في الفلك} الفلك السفينة وجمعه فالواحد بوزن قفل والجمع بوزن أسد {المشحون} المملوء ومنه شحنة البلد أي الذي يملؤه كفاية {ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ} أي بعد إنجاء نوح ومن آمن {الباقين} من قومه {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُّؤْمِنِينَ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ العزيز} المنتقم بإهانة من جحد وأصر {الرحيم} المنعم بإعانة من وحد وأقر. اهـ.
.قال البيضاوي: {وَأَوْحَيْنَا إلى موسى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي}.وذلك بعد سنين أقامها بين أظهرهم يدعوهم إلى الحق ويظهر لهم الآيات فلم يزيدوا إلا عتوًا وفسادًا، وقرأ ابن كثير ونافع: {أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي} بكسر النون ووصل الألف من سرى وقرئ {أن سر} من السير. {إِنَّكُم مّتَّبِعُونَ} يتبعكم فرعون وجنوده وهو علة الأمر بالإِسراء أي أسر بهم حتى إذا اتبعوكم مصبحين كان لكم تقدم عليهم بحيث لا يدركونكم قبل وصولكم إلى البحر بل يكونون على أثركم حين تلجون البحر فيدخلون مدخلكم فأطبقه عليهم فأغرقهم.
|